رؤيا عجيبة عن رد بصر الإمام يعقوب بن سفيان
قال الإمام الحافظ الحجة الرحال الثقة يعقوب بن سفيان الفارسي المتوفى سنة 277هـ : أقمت في الرحلة ثلاثين سنة، وكنت في رحلتي في طلب الحديث، فدخلت إلى بعض المدن، فصادفت بها شيخاً احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار عنه (من الحديث النبوي) وقلّتْ نفقتي وبَعُدْتُ عن بلدي، فكنتُ أُدمن الكتابةَ ليلاً، وأقرأ عليه نهاراً، فلما كان ذات ليلة كنت جالساً أَنسخُ وقد تَصرَّم الليلُ، وكان شتاء، فنـزل الماء في عيني، فلم أبصر السراج ولا البيت، فبكيتُ على نفسي لانقطاعي عن بلدي، وعلى ما يفوتني من العلم، فاشتدّ بكائي حتى اتكأت على جنبي، فنمت فرأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في النوم فناداني: يا يعقوب بن سفيان! لِم أنت بكيتَ؟ فقلتُ: يا رسول الله، ذَهَب بصري فتحسّرتُ على ما فاتني مِن كَتْبِ سُنّتك، وعلى الانقطاع عن بلدي. فقال: اُدْنُ مِني. فدنوتُ منه، فأَمَرَّ يدَه على عينيَّ كأنه يقرأ عليهما. ثم استيقظتُ فأبصرتُ، وأخذتُ نُسخي وقعدتُ في السراج أكتب!!
هذه القصة الصحيحة رواها الحافظ ابن عساكر، ونقلها الحفاظ الثقات العلماء الأكابر مثل الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/181-182) وفي كتاب العبر (2/58) وفي التاريخ (20/495) والحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (14/630-631) والحافظ ابن حجر في التهذيب (11/386).
0 التعليقات:
إرسال تعليق